الصفحات

  • RSS
  • Twitter

الصين الدولة الأعظم

0

Posted in

إذا كانت أميركا في حالة انحسار وفي طريقها للهبوط عن مستوى الدولة الأعظم في عالم اليوم، فإن الصين في حالة امتداد وفي طريقها للصعود إلى ذلك المستوى.

وإذا صح أن الإنسان أثمن رأسمال، فإن الصين تضم ربع البشرية، وتملك بالتالي أكبر قوة عمل في التاريخ. وقد تحول شعبها من الكم العددي إلى الإنتاجية النوعية.

الصين تجمع بين التطبيق الرأسمالي على أرض الواقع تحت غطاء اشتراكي نظري في البنية العلوية، وبين حكومة مركزية قوية تملك مشروعا يهدف لجعل الصين عملاقا اقتصاديا وسياسيا.

في العالم أزمة اقتصادية ومالية وتراجع اقتصادي موجع، وفي الصين نمو حقيقي في حدود 9%، وهي أعلى نسبة نمو في العالم اليوم.

الصين اليوم هي القوة الاقتصادية المؤهلة لانتشال العالم من الأزمة الخانقة بطاقتها الإنتاجية المتعاظمة.

اعتمدت الصين حتى الآن على التصدير كمحرك للنمو، وقد جاء الوقت لمحرك آخر هو الاستهلاك المحلي فمن حق الشعب الصيني أن يرفع مستوى معيشته كمكافأة له على النجاح الذي حققه خلال فترة ليست طويلة، ولا غرابة إذا ارتفع طلب المستهلكين بنسبة 16%.

الحكومة الصينية هي اليوم أغنى دولة في العالم. وإذا كان على كاهل الحكومة الأميركية مديونية تحسب بترليونات الدولارات، فإن لدى الحكومة الصينية مدخرات تحسب أيضا بترليونات الدولارات. وأميركا مدينة ماليا للصين بمبالغ طائلة.

مؤخرا حولت الحكومة الصينية أسهم شركات محلية تملكها، قيمتها السوقية تناهز عشرة مليارات من الدولارات، لمؤسسة الضمان الاجتماعي بدون مقابل فيما اعتبر تحويلا للثروة من الحكومة إلى الشعب.

بلدان العالم تبحث في كيفية إدارة مديونيتها المالية وعجزها التجاري، وفي الصين يبحثون في كيفية إدارة الثروة والفائض التجاري.

كانت الصين في ظل الحكـم الشيوعي التقليدي دولة معزولة موجودة على هامش العالم وشعبا يعيش على الكفاف، وهي الآن دولة عظمى، وتعتبر أكبر مستورد وأكبر مصدر من دول العالم.

العلاقة الوثيقة مع الصين أهم اقتصاديا وسياسيا من العلاقة مع دول عديدة نستثمر في تقوية العلاقات معها جهودا تذهب هدرا. الصين ليست المستقبل فقط بل الحاضر أيضا.

Comments (0)

إرسال تعليق