برامج التبادل الأميركية السعودية تعزز التفاهم بين البلدين
وقال الرئيس في خطابه الذي ألقاه في القاهرة في 4 حزيران/يونيو الماضي إن "مصدر رخاء أميركا وازدهارها لم يكن أبدا يتمثل فقط في تجميع الثروة، بل هو مدى النجاح الذي تحققه أميركيا في تعليمها لمواطنيها. إن التعليم هو متطلب أساسي للنجاح في عالم القرن الحادي والعشرين حيث يمكن شحن الوظائف إلى أي مكان يتمتع بقدرة وصول إلى الإنترنت، وحيث تكون أفضل مؤهلات المرء الوظيفية ليس ما تعمله بل ما تعرفه."
وكذلك فإن الرئيس أوباما يسعى أيضا إلى تشجيع الشراكات وبرامج التبادل مع المجتمعات حول العالم. التكنولوجيا توفر الفرصة للشباب حول العالم للتعلم من أميركا، وبالمقابل، لكي تتعلم أميركا منهم. ففي حين كان على الطلبة السعوديين يوما أن يأتوا إلى أميركا للحصول على درجة علمية من جامعة أميركية، فإنهم يستطيعون اليوم الحصول على درجة علمية أميركية دون مغادرة المملكة العربية السعودية. (انظر الرابط: http://riyadh.usembassy.gov/education-and-culture/distance-education.html على موقع السفارة الأميركية في المملكة العربية السعودية).
ويعتزم الرئيس أوباما توسيع البرامج التعليمية على نطاق عالمي وذلك من أجل توفير التفاهم والشراكات بين الولايات المتحدة وبلدان العالم. وفي خطابه في القاهرة، قال الرئيس أوباما إنه "بالنسبة إلى التعليم، فإننا سنوسع برامج التبادل ونزيد من عدد البعثات الدراسية كتلك التي أتت بوالدي إلى أميركا. وسوف نقوم في نفس الوقت بتشجيع عدد أكبر من الأميركيين على الدراسة في المجتمعات الإسلامية، وسوف نوفر للطلاب المسلمين الواعدين فرصاً للتدريب في أميركا، وسوف نستثمر في التعليم على الإنترنت للمعلمين والتلاميذ في جميع أنحاء العالم، وسوف نستحدث شبكة إلكترونية جديدة لتمكين شاب في ولاية كانزاس، مثلا، من الاتصال المباشر مع شاب في القاهرة."
وهو كذلك يثمن ويدعم البرامج التي توفر الفرص للطلبة والباحثين من دول أخرى للقدوم إلى الولايات المتحدة. وأحد أبرز هذه البرامج هو برنامج فولبرايت الذي تم إنشاؤه في العام 1945 بهدف زيادة التفاهم بين الولايات المتحدة ودول العالم. ويعمل برنامج فولبرايت اليوم في 155 دولة ووفر لـ 285 ألف مشارك في البرنامج فرصة الدراسة والتعليم وإجراء الأبحاث وتبادل الأفكار سواء في الولايات المتحدة للطلبة الأجانب أو للأميركيين في دول العالم الأخرى المشاركة في البرنامج. المملكة العربية السعودية تشارك في برنامج فولبرايت – الدكتورة لمياء العبدالكريم، أستاذة علم أمراض اللغة بجامعة الملك سعود، هي باحثة في كلية سميث بولاية مساتشوستس. (مزيد من المعلومات عن برنامج فولبرايت http://fulbright.state.gov/ متوفرة على موقع وزارة الخارجية السابق.)
ورغم أن احترام التبادل الثقافي والتعليمي هو قيمة أميركية قديمة العهد، فإن أميركا ليست الوحيدة في ذلك. فقد حددت دول أخرى الحاجة إلى تطوير مواقف أكثر عالمية فيها عن طريق برامج التبادل. وقد بدأت المملكة العربية السعودية برنامج بعثات دراسية في العام 2005 لتشجيع الطلبة السعوديين على الدراسة في الولايات المتحدة. ويشجع الطلبة السعوديون على المشاركة في الفرص التعليمية التي توفرها أميركا، فضلا عن الحصول على فهم أفضل للمجتمع الأميركي وثقافته وقيمه. وهم فعلوا ذلك، إذ أن هناك الآن أكثر من 80 ناديا للطلبة السعوديين منتشرة في معاهد اللغة والكليات والجامعات عبر الولايات المتحدة. وتستضيف هذه النوادي فعاليات تهدف إلى إطلاع الأميركيين على الثقافة السعودية، كما تشارك هذه النوادي في مشاريع الخدمة الاجتماعية إلى جانب الطلبة الجامعيين الآخرين من الولايات المتحدة.
وكذلك فإن الألعاب الرياضية التنافسية توفر فرصا مثالية للجمع بين المجتمعات. فبالتعاون مع رابطة لاعبي كرة السلة القومية الأميركية، أرسل مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في وزارة الخارجية الأميركية اللاعبتين السابقتين في الرابطة القومية للاعبات كرة السلة الأميركية لينيت وودوارد وروثي بولتون إلى مدينة جدة السعودية لتنظيم برنامج تدريب ومباريات بكرة السلة للاعبات كرة السلة السعوديات ومدرباتهن. وقد شاركت 20 مدربة و47 لاعبة من مدن جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة في برامج التدريب تلك. وركزت برامج تدريب كرة السلة على اللياقة البدنية وبناء الروح الرياضية وعمل الفريق. وكانت تلك البرامج فرصة فريدة للمشاركات للالتقاء بلاعبات يعتبرن قدوة تحتذى بالنسبة إليهن، وتعلم مهارات جديدة والإفادة من قصص وودارد وبولتون الملهمة.
وكذلك فإن برامج تعليم اللغة الإنجليزية تُستقبل باهتمام كبير جدا في المملكة العربية السعودية، كما في بقية أنحاء العالم.
وقد عقدت معلمة اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، سو سرودا وهي من جامعة موراي الولائية الأميركية، ورشة عمل لتدريب المعلمات على تعليم اللغة الإنجليزية شارك فيها 40 مدرسة للغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية في الفترة بين 3-7 كانون الثاني/يناير الماضي، فضلا عن 120 طالبة من كلية الآداب وكلية التربية في الفترة بين 6 – 11 من الشهر نفسه في جامعة الأميرة نورا بنت عبدالرحمن. وقد لبت مواضيع البحث في ورشة العمل احتياجات واضحة في التنمية المهنية للمعلمات اللواتي أعربن عن الأمل في توفر فرص أخرى كهذه في المستقبل. وقالت الطالبات اللواتي تحمسن لهذا البرنامج إنهن يردن ورش عمل أطول. غالبية الطالبات أعربن عن رغبتهن في أن تصبح "الدكتورة سو" مدرسة دائمة في جامعتهن.
وبرامج التبادل هذه ليست مقصورة على العاصمة السعودية أو على طبقة النخبة فقط.
فعلى سبيل المثال، وبناء على طلب من المكتب المحلي التابع لوزارة التربية والتعليم السعودية، قدم الخبير الأميركي المختص في التربية توم ديليني تدريبا لمعلمي المدارس الثانوية في مدينة الطائف حول فروق التعلم الفردية واستعمال الموارد المتوفرة على الإنترنت وأدوات الاختبار والتقييم. وفي مدينة الباحة، انضم الخبير الأميركي المختص في تعليم اللغة الإنجليزية روبرت ليندسي إلى ديليني في تدريب ما بلغ عددهم تقريبا 100 معلم من معلمي المدارس الثانوية في المدينة.
وكذلك فإن برامج التبادل يمكن أن تقوم بها منظمات غير حكومية.
فجمعية الكشافة السعودية للشباب رعت رحلة شارك فيها 16 كشافا وقادتهم إلى معسكر دانييل بون في أشفيل بولاية نورث كارولينا في تموز/يوليو 2009. وتضمنت رحلتهم محطتين في واشنطن ونيويورك. وبروحية "التبادل" ?لصادقة، ستبعث جمعية الكشافة الأميركية بالمقابل مجموعة من الكشافة الأميركيين إلى السعودية في أيلول/سبتمبر المقبل.
وكان الرئيس أوباما قد قال في خطابه في موسكو يوم 7 تموز/يوليو إن "المستقبل هو ملك الشباب المسلحين بالتعليم وقدرة التخيل على خلق الأشياء." وعبر برامج التبادل، يستطيع الشباب عبر العالم التعاون معا لرؤية الكيفية الأفضل لبناء هذا المستقبل معا.
من كارلا هيغنز، المحررة في موقع أميركا دوت غوف
Comments (0)
إرسال تعليق